مع انطلاق رحلات سياحية إلى الفضاء.. ماذا عن الجنس هناك؟

Image description
الإثنين 04 أكتوبر 2021 - 06:10 عز الدين بناصر

عادة ما يرد رائد الفضاء الألماني ماتياس ماورر على أسئلة الصحافيين بطلاقة، بما في ذلك على أسئلتهم حول رحلته القادمة التي سوف تستغرق ستة أشهر إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) ، لكن موضوعا وحيدا على ما يبدو لا يجد له جواباً شافياً، ويتعلق الأمر بـ "الرغبة الجنسية" في الفضاء.

عندما طرحت DW  سؤالا عليه حول ما إذا كان رواد الفضاء يناقشون الطريقة التي يمكنهم بها إشباع رغباتهم الجنسية في الفضاء، أجاب ماورر قائلا: "لم نتحدث عن ذلك لأن النقاش دائما يتعلق بالأمور المهنية".

بيد أن الأمر لايعني رواد الفضاء فقط. ففي ظل تنامي الاستعدادت الجارية لتسيير رحلات تجارية إلى الفضاء بدأ هذا الموضوع يطرح نفسه خاصة على مستوى الشركات المنظمة لهكذا رحلات بينما أعداد السياح في تزايد.

ففي منتصف سبتمبر توجه أربعة سياح أمريكيين إلى الفضاء على متن كبسولة تابعة لشركة "سبيس إكس".

وفي غضون السنوات العشر المقبلة، يُرجح أن ينطلق أول طاقم من رواد الفضاء في مهمة إلى المريخ ربما تستغرق سنوات.

وإلى غاية اللحظة لا يتم الحديث عن الممارسة الجنسية في الفضاء. على سبيل المثال، تصرّ وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على أن لا أحداً سبق له أن مارس الجنس في الفضاء وكذلك هو موقف مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني، بينما يتجنب رواد الفضاء الأمريكيون الخوض في الأمر، لتقتصر التجارب بشأن ممارسة الجنس في الفضاء فقط على الحيوانات.

في ذلك، يشير بول روت فولبه عن قسم أخلاقيات البيولوجيا التابع لوكالة ناسا، إلى الحاجة "إلى معرفة المزيد عن النشاط الجنسي في الفضاء إذا كنا جادّين حيال تسيير رحلات فضائية تستغرق فترات طويلة".

الجنس في الفضاء..ليس فقط لإشباع الرغبات

قد لا تحظى قضية إشباع الرغبة الجنسية في الفضاء بأهمية كبيرة لدى الكثيرين، إذ أجاب ماورر عمّا إذا كان رواد الفضاء يقومون بتدريبات على ممارسة الجنس بقوله "لا، لكن ربما كان يجب أن يحدث هذا".

أما سارالين مارك –  إحدى المستشارين الطبيين السابقين في ناسا – فترى أنه من منطلق أن الجنس "مكوّن أساسي للصحة، يتعيّن معرفة الظروف التي يعيش فيها رواد الفضاء".

الجدير بالذكر أن العلم أثبت دور النشوة الجنسية أو ما تُعرف بـ "هزّات الجماع" على تخفيف التوتر والقلق وتحسين جودة النوم، لذا فقد تساعد الممارسة الجنسية على تخفيف التوتر خلال الرحلات الفضائية.

هل مارس أحد الجنس في الفضاء؟

لا يمكن حسم قضية إقدام أي شخص خلال مهمة فضائية على ممارسة الجنس في السابق، ولكن يبدو أن الأمر قد حدث في السابق وتحديداً خلال مهمتين فضائيتين الأولى عام 1982والثانية عام 1992.

ففي عام 1982، كانت رائدة الفضاء الروسية سفيتلانا سافيتسكايا ثاني امرأة تذهب على الإطلاق إلى الفضاء بعد انضمامها إلى مهمة سويوز T-7 لمدة ثمانية أيام في أول مهمة فضائية مشتركة بين الرجال والنساء.

وقد نقل رائد الفضاء الألماني اولريش فالتر عن طبيب الفريق قوله إن رحلة سويوز T-7 كان مخطط لها أن تشمل "لقاء جنسيا".

أما في عام 1992، فقد أطلقت ناسا مكوك الفضاء "إنديفور" وكان على متنه أول زوجين يذهبان معا إلى الفضاء وهما رائدا الفضاء مارك لي وجان ديفيس. وقد نشأت قصة حب بين مارك وجان خلال التدريب في ناسا وتزوجا سرّاً قبل عام من انطلاق المهمة فيما اعتبرت الرحلة بمثابة شهر العسل في الفضاء.

الجنس في الفضاء..هل يختلف عن ممارسة الجنس على الأرض؟

لنفترض أن ممارسة الجنس قد وقعت في الفضاء خلال رحلتي سويوز أو إنديفور، فهل يختلف الأمر عمّا يحدث على الأرض؟

يتعين الحديث أولا عن الرغبة الجنسية. فالمعلومات المتوفرة تشير إلى انخفاض الرغبة الجنسية في الفضاء على الأقل في بداية الرحلة الفضائية وذلك لأن الجاذبية الصغرى أو انعدام الوزن الذي يتعرض له الرواد يتسبب في تغيرات هرمونية مثل انخفاض هرمون الإستروجين الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الرغبة الجنسية.

هنا لا بدّ من التنويه إلى معظم المعلومات حيال نشاط هرمونات الجسم أثناء تواجده في الفضاء مصدرها الاختبارات التي أُجريت على الرجال فقط، لكون أن الرائدات لا يشكلن سوى  11,5 بالمائة من إجمالي عدد رواد الفضاء. وقد اختارت بعضهن تناول حبوب منع الحمل لتجنب الدورة الشهرية. الأمر الذي صعّب المهمة في تحديد ما إذا كانت التغيرات الهرمونية اصطناعية أم بسبب التواجد في الفضاء.

عطفاً عن التغيّرات الهرمونية، هناك عامل التغيير في ساعة الجسم البيولوجية لدى رواد الفضاء الذي يؤثر بدوره على الرغبة الجنسية. وبهذا الخصوص تقول سارالين مارك في حوار مع DW، "إذا قمت بالدوران حول الأرض في الوقت الحالي فإنه خلال كلّ 90 دقيقة سوف يتغيرنظامك وهذا يؤثر على كل شيء بما في ذلك الهرمونات الجنسية وبالتالي الرغبة الجنسية".

يتوافق ما ذهبت إليه سارالين مارك مع ما قاله رائد الفضاء الألماني أولريش فالتر حين كشف أنه خلال رحلته في الفضاء التي استمرت 10 أيام لم تكن لديه أي رغبة جنسية، لكنه يرجح في ذات الوقت أن الأمر قد يتغير بمرور بضعة أسابيع في الفضاء.