"إسرائيل" تلفظ أنفاسها الأخير...

Image description
السبت 15 مايو 2021 - 01:05 ملاك الهاشمي

هذا ما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية كعنوان لإحدى المقالات الشهيرة التي أثارت جدلا داخل الأوساط الإسرائيلية، ويأتي هذا المقال الساخن على إثر الضربات الموجعة لصواريخ المقاومة الفلسطينية "حماس" و"الجهاد".. وكذا لحالة الهلع والخوف التي أصبح يعيش عليها الشارع الفلسطيني، ناهيك عن حالات القتل والإصابات التي باتت تخلفها ضربات هذه الصواريخ التقليدية، والتي أصبح مداها يصل إلى العاصمة تل أبيب والمطارات الإسرائيلية.

صاحب المقال وهو الكاتب الصهيوني الشهير "آري شبيت"، يقول في مقاله: "يبدوا أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال"...

ثم واصل الكاتب مقاله "يبدو أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنه لم يعد بإمكان إسرائيل إنهاء الاحتلال وقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة، وإذا كان الوضع كذلك؛ فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، بل وليس هناك طعم للكتابة في صحيفة "هآرتس" ولا حتى طعم لقراءة "هآرتس"، ويجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) قبل عامين؛ وهو مغادرة البلاد... فقد انتهى الأمر، ويجب توديع الاصدقاء والانتقال إلى برلين أو سان فرانسيسكو أو باريس"...

ويضيف "آري شيت": "من هنا، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية القديمة أو بلاد القومية المتطرفة الامريكية الجديدة، يجب النظر بهدوء، ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق.. يمكن أن تكون المسألة لم توضح بعد.. ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللاعودة بعد، ويمكن انه مازال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الديمقراطية وتقسيم البلاد"..

وتابع الكاتب: "أضع أصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني.. ترامب وكوشنير وبايدن وبارك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال، وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان، القوة والوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت".

ويضيف الكاتب في صحيفة "هآرتس" قائلا "إن "الإسرائيليين" منذ أن جاءوا إلى فلسطين يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ... ومن خلال استغلال ما يسمى "المحرقة" على يد هتلر أو "الهولوكوست" وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي "أرض الميعاد"، وأن "الهيكل المزعوم" موجود تحت المسجد الأقصى.. وهكذا تحول الذئب إلى حمل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأوربيين، حتى بات وحشا نوويا"..

واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم "إسرائيل فلنتشتاين" من جامعة تل أبيب، الذين أكدوا "أن الهيكل أيضا كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماما منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك... وكان آخرهم عام 1968 ميلادية؛ عالمة الآثار البريطانية الدكتورة "كاتلين كابينوس" حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير "الإسرائيلية" حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى...

حيث قررت عدم وجود أي آثار أبدا لهيكل سليمان واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون "مبنى إسطبلات سليمان" ليس له علاقة بسليمان ولا اسطبلات أصلا، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ....

وشدد الكاتب على القول "إن لعنة الكذب هي التي تلاحق "الإسرائيليين"، ويوما بعد يوم تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي أو بحجر جماعي لسائق حافلة من يافا وحيفا وعكا"...

وأضاف "يدرك الإسرائليون أنه لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضا بلا شعب كما كذبوا.. ها هو كاتب آخر يعترف ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على الإسرائيليين.. وهو "جدعون ليفي" الصهيوني اليساري إذ يقول "يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات وسينسون وطنهم وأرضهم، إذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة 1987... أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم فيها... وبعد سنوات؛ وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، ورغم الحصار والدمار، وحماية أنفسنا من هجماتهم بالجدران والأسلاك الشائكة.. فإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض ومن الأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلا في الحرب الماضية.. حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الاصطناعي الإسرائيلي "عاموس" ويدخلون الرعب إلى كل بيت في إسرائيل عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية الإسرائيلية"...

ويختم مقاله قائلا "خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال" .

عنوان المقال: "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة"

المصدر: صحيفة هآرتس العبرية