أوبزيرفر: الصراع على العرش يحتدم في العالم.. والعروش الجمهورية من سوريا إلى الصين ليست أفضل

Image description
الإثنين 01 نوفمبر 2021 - 08:11 رويترز

أشار الصحافي سايمون تيسدال إلى أن المعارك على العرش حامية في العالم وسط تغير في مواقف الرأي العام من الحكم الملكي. وجاء ذلك في مقاله بصحيفة “أوبزيرفر” الذي قارن الصورة الحالية بمسلسل تلفزيوني معروف بعنوان “الخلافة” صور خلافات عائلة لوغان روي.

وقال "ربما لم يكن الانتماء لعائلة مالكة أكثر صعوبة، فقد تشتكي الأميرة ماكو أبنة أخ الإمبراطور نارو هيتو ابنة ولي العهد الأمير أكيشينو بأنها لم تتلق التربية المناسبة. وتزوجت ماكو من حبيبها كي كومورو في الأسبوع الماضي. ولكن بدلا من الاحتفال بقصة الحب الخيالية، عبر الرأي العام الياباني عن عدم رضاه من الزواج".

فكومورو، هو من العامة وجاء من أرضية اجتماعية متواضعة، وأطال شعره مرة. وهو ما أثار حالة من الصدمة الوطنية. وشعر اليابانيون المحافظون بالفضيحة. ومن أجل تحقيق ما تريده قررت الأميرة ماكو التخلي عن لقبها الملكي وأن تصبح آنسة بدلا من الأميرة، مع أن الرأي العام في طوكيو لديه مواقف متناقضة من الملكية الحديثة.

وفي ظل تناقص عدد الرجال المؤهلين لمنصب ولي العهد في العائلة الملكية فإن الكثير من اليابانيين يرغبون بمنع المرأة تولي العرش الأقحواني. وتدعم نسبة 80% الأميرة أيكو، 19 عاما، ابنة الإمبراطور نارو هيتو لكي تصبح إمبراطورة في المستقبل. وتواجه العائلة الملكية في اليابان خللا وظيفيا وأزمة في الخلافة مثل المسلسل التلفزيوني "الخلافة" الذي بثته شبكة "أتش بي أو" والتي واجهت عائلة لوغان روي. والعائلات الملكية الأخرى تواجه وضعا مضطربا، حيث زادت التوقعات الشعبية وتغير المفاهيم من الصراع الداخلي في العائلات الحاكمة.

فقد اكتشف الملك عبد الله الثاني قبل فترة محاولة للإطاحة به اتهم بها الأخ غير الشقيق له، ولي العهد السابق الأمير حمزة. ولو صدقنا كلام مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري بأن ولي العهد السعودي الحالي فكر مازحا أو جادا بقتل الملك عبد الله.

وفي تايلاند، لا يزال وريث العهد للملك بومبيبول أدوليجادي عام 2016 محلا للمساءلة، فالملك ماها فاجيلارالونغكورن، موضع تساؤلات حول مناسبته للعرش. وتزوج وطلق ثلاث مرات ومعروف بتصرفاته الغريبة.

ولدى الملك الإسباني فيليب السادس مخاوفه الخاصة في بلد لديه عادة مزعجة بالتخلص من العائلات الملكية. فقد تخلى والده الملك خوان كارلوس عن العرش عام 2014 لكي يقضي وقتا أكبر مع خليلته، ولكن الفضائح تلاحقه حتى الآن. وأخبر البرلمان الإسباني أن الملك السابق تلقى هرمونات نسوية للحد من شهوته الجنسية.

ولم تعد العائلة الملكية البريطانية الهشة محصنة من المشاكل التي تواجه العائلات الأخرى وتغير المواقف والأخلاق، كما كشفت قصة هاري- ميغان. وقد تعيد مشاكل الملكة الصحية الجدل حول مسألة الخلافة للعرش البريطاني. فالأمير تشارلز (72 عاما) هو المرشح الأول، لكن البعض يقترح وبطريقة غير لطيفة أن ابنه الأكبر الأمير ويليام هو المرشح لقيادة العائلة في هذا الزمن المتغير، فيما يدعو آخرون إلى ثورة جمهورية تلغي الملكية.

ويطرح الحكم الملكي سؤالا مهما: ما هو الهدف من الملكية وهل تستطيع التعايش مع الديمقراطية؟ وهل يمنح الملوك قيمة للمال؟ وتعيش العائلة الحاكمة في النرويج على 37.5 مليون جنيه في السنة ولديها تسعة بيوت وعادة ما يستخدم أفرادها المواصلات العامة. وبالمقارنة تملك العائلة الملكية 26 قصرا وقلعة وبيتا وتكلف ضعف ما تكلفه بيوت العائلة النرويجية، وتنظر إلى قطار الأنفاق في لندن على أنه أمر يمكن مشاهدته على وسائل التواصل. ولكن العائلات التي تتبنى الحكم الوراثي بدون أن يكون الحكام لديهم نظام ملكي تعاني من ضغوط تتعلق بالخلافة.

وتنبع شرعية هذه الأنظمة من القوة لا التاريخ أو الدم. وفي كوريا الشمالية حول كل من كيم إل سونغ وابنه كيم جونغ إليه وحفيده كيم جونغ أون الحكم إلى تجارة عائلية. لكن جنة البروليتاريا تعرضت لصدمة عام 2017 عندما سمم الأخ غير الشقيق لكيم جونغ اون، كيم جونغ- نام في ماليزيا، مع أن كيم جونغ- أون لا وريث له، وربما كانت أخته كيم يو- جونغ مرشحة.

ويخشى السوريون أن رئيسهم بشار الأسد، نجل الرئيس السابق حافظ الأسد يحضر ابنه الشاب حافظ للخلافة. وفي طاجيكستان التي يحكمها منذ 1992 إمومالي رحمون فإنه يقوم بترفيع ابنه رستم لتولي المجد من بعده. ولا أحد يتفوق على الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، المتهم بالتزوير في الانتخابات وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث يحكم منذ 35 عاما، ويقال إنه يحضر ابنه الجنرال موهوزي كينروغبا لانتخابات 2026. وتطورت عائلات حاكمة وإن بطريقة مخففة في الهند، فقد تبع إنديرا غاندي ابنها راجيف وزوجته سونيا والآن ابنها راحول غاندي. وفي الولايات المتحدة كان هناك جاك، بوبي وتيدي كيندي. وفي إيطاليا يحكم موسوليني جديد في روما.

لكن النجاح الكبير لفرد من العائلة لا يعني نجاحا مستمرا، ففي 2016 فشل جيب بوش في تقليد شقيقه جورج دبليو بوش ووالدهما جورج هيربرت بوش. وقيل إن دونالد ترامب يأمل بأن تسير ابنته إيفانكا على نفس الطريق. لكن أنغيلا ميركل لم تنجح في استمرارية حكمها عبر دعمها مرشحا أول لخلافتها ثم أخيرا خسر أمام ناظريها.

وفي روسيا رفض القيصر الروسي الحالي فلاديمير بوتين تهنئة الدوق الأكبر جورج ميخائيلوفيتش رومانوف الذي احتفل بزفافه في موسكو وهو الأول منذ الثورة البلشفية لأحد أفراد العائلة الحاكمة السابقة.

وتمثل الصين في ظل شي جينبنغ مثالا مخيفا لدرجة أن أحدا من رفاقه في الحزب الشيوعي يحلم بطرح مسألة الخلافة بحضوره الطاغي، ولا أحد يهتم أو يسأل ماذا سيحدث لو دهسته حافلة في شنغهاي.