سيادنا، السلام عليكم:) بهذه العبارة كان المنشط الإذاعي والتلفزي رشيد الإدريسي يفتتح معظم برامجه التي قدمها سواء عبر الأثير، أو عبر الشاشة، علما أنه ليس صاحب هذه العبارة، لكن هو من اشتُهِرَ بها خصوصا في برنامج كوميديا وكوميديا شو، تركا بها أثرا وذكريات في قلوب محبيه وآذانهم.
النشأة بين مراكش والرباط.
بالوحدة الخامسة بِحَيْ الداوديات بمراكش، ولد رشيد الإدريسي في السابع والعشرين من أبريل سنة 1972، لينتقل إلى توارغا بالرباط وهو لم يتجاوز شهرين من عمره، ليقضي سنوات بالرباط بحكم مهنة أبيه: فقد كان والده مؤذن ومادح، من ما جعل رشيد الإدريسي ينشأ تنشئة محافظة في جو من الروحانيات وصرامة الأب.
الحب الأول في الحياة.
بعد أن بلغ رشيد الإدريسي العاشرة من عمره، قرر والده أن يعود بأسرته إلى مسقط الرأس مراكش، لتبدأ قصة حبه مع الموسيقى من خلال الاستماع لمختلف البرامج الإذاعية عبر أثير الإذاعة الوطنية الناطقة بالفرنسية، ومن جملة البرامج التي كان يستمع لها: برنامج ديسكونايت والذي كان يذاع كل سبت من التاسعة ليلا إلى الواحدة صباحا، وكان يقدمه الإعلامي الراحل عزيز شهال، وكان رشيد يستغل فرصة غياب الأب عن المنزل، فيحول المنزل إلى إذاعة بحيث الموسيقى تكون صاخبة وهو يقوم بالتقديم وتسجيل حلقات البرنامج بواسطة الشريط والمسجلة، ويقوم بالتوضيب بالطريقة التقليدية المعتمدة آنذاك، وبقي على هذه الحال إلى أن بلغ مرحلة الباكلوريا.
شق عصى الطاعة.
وهو في مرحلة الباكلوريا كان يذهب سرا إلى الحانات ليعمل كديدجي دون علم والده، إنما سرعان ما علم والده بأمر عمل ابنه ليقرر رشيد مغادرة منزل أبيه رافضا التخلي عن الموسيقى والملاهي الليلية، ضاربا عرض الحائط كلام أبيه وتوجيهه له ولإخوته منذ الطفولة.
على شفة حفرة من الموت.
تزوج رشيد الإدريسي في التاسعة عشر من عمره، لينجب أول طفل له أيوب، ليستمر الزواج لخمس سنوات، وبسبب خلاف عائلي حاول رشيد الانتحار لينجو من الموت بقدرة قادر، ليقرر إنهاء زواجه الأول.
عودة الفرح إلى الحياة.
تزوج رشيد الإدريسي ثانيَةً وأنجب ابنته مارية بعد أن كادت أن تموت أثناء الولادة، وحاول منحها ما حُرِمَ منه ابنه أيوب في صغره، وعاش معها خطوة خطوة إلى أن بلغت سنتين من عمرها.
العمل الإذاعي والتلفزي.
بدأ رشيد الإدريسي أولى تجاربه الإذاعية رفقة عماد قطبي ضمن إذاعة المعرض والتي كانت تعرف بكازا افم سنة 2002، ليعود إلى نفس الإذاعة بعد أن تم منح التراخيص لبث الإذاعات الخاصة سنة 2006، بالموازات مع عمله كمعلق صوتي لبرنامج القدم الذهبي، ليغادر الإذاعة وتبدأ مغامراته في التلفاز بتقديمه لبرنامج لالا لعروسة رفقة الفنان رشيد الوالي، ثم كوميديا وكوميديا شو، ثم عاد إلى الإذاعة بتقديمه عدة برامج عبر أثير راديو أصوات، لينهي مساره الإعلامي بالعمل ضمن مجموعة تشادا من خلال تقديم عدة برامج للإذاعة والتلفزة.
انهيار داخل الإذاعة.
على نغمات وصوت المغنية الفرنسية (Céline Dion - Parler à mon père) افتتح رشيد الإدريسي برنامجه الصباحي (rachid dans le 7/10) على شادا إفم بعد غياب دام لفترة بسبب مرض ووَفات والده، فقد مر بوعكة صحية أدرك رشيد من خلالها أن والده يعيش لحظاته الأخيرة، بحيث قال لوالدته: (دخلي ودعي راجلك.)
وبقي صامدا بعد موت أبيه ولم يُنْزِل دمعة على فراقه، إلى أن عاد إلى أستوديوهات شادا إفم، وبينما يترحم على والده بقوله عبارة: (الله يرحمك.) لينهار باكيا داخل الأستوديو بطريقة هستيرية بعد صمود وجَلَدٍ طيلة فترة الدفن وتقبل العزاء.
صوت راديوفوني يغرد خارج السرب.
عُرِفَ أن رشيد الإدريسي من الداعمين للقضية الفلسطينية، فمنذ أزيد من سنتين وهو ينشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للأطفال الفلسطينيون ومعاناتهم جراء قصف إسرائيل لهم، مؤكدا في كل فرصة أو لقاء إنه يتأسف لما يجري لأهل غزة وفلسطين، ممتعضا من صمت بعض الإعلاميين المغاربة وعزوفهم عن قول كلمة الحق.
عودة قريبة.
وعد رشيد الإدريسي في أكثر من مرة متابعيه أنه سيعود قريبا بفكرة جديدة، إنما بعيدا عن المذياع والتلفاز، ليصتضم بتكاليف الإنتاج الضخمة والمرتفعة.
آراء واتهامات.
يُتهم رشيد الإدريسي بعدة تهم ومن أبرزها الإلحاد: وهذا راجع لخرجاته التي تحدث فيها في أمور دينية كثيرة، وأعرب ما مرة أنه يفهم الدين بطريقته، وكونه ابن رجل دين لا يعقل أن يعارض ما جاء في الدين الإسلامي بحسب قوله في لقاء تلفزي.
الخلاصة.
كل المراحل التي مر منها رشيد الإدريسي جعلت منه صوت راديوفوني يرافق المستمعين قبل نومهم ليلا، ويوقظهم صباحا في جو حميمي أُسَري مع زملائه داخل الأستوديو.
رشيد الإدريسي من ديدجي بالعلب الليلية إلى منشط بأستوديوهات الإذاعة والتلفزة

الأكثر قراءة
كتاب رأي
فاطمة الزهراء صامت
نخب سياسية ترقص على جثث المغاربة
فاطمة الزهراء صامت
الإهمال والرعونة وعدم الاحتراز.. المرضى ليسوا حقلا للتجارب
د. أناس شوقي
شمس العرب تشرق اليوم من المغرب
زكرياء شوقي ـ صحفي
شيرين
صفاء أيت لشكر ـ كاتبة وصحفية
التفاهة... نظام الممنوع والمرغوب
إبراهيم الدردوخي