فيما نفت واشنطن علمها أو مشاركتها في عملية استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران وقتله، دعت ألمانيا إلى ضبط النفس والتهدئة وتجنب مزيد من التصعيد. وأدانت عواصم عديدة عملية الاغتيال وتوعدت إيران بالرد
.قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء (31 يوليوز 2024) إن الولايات المتحدة لم تشارك أو تكن على علم باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وأضاف في مقابلة مع قناة نيوز آسيا أثناء زيارة لسنغافورة، ردا على سؤال بخصوص التداعيات « هذا أمر لم نكن نعلم به ولم نشارك فيه. ومن الصعب للغاية التكهن » به. كما أكد بلينكن على « ضرورة » التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة غداة مقتل هنية وقال إن التوصل لوقف إطلاق نار « ضرورة دائمة ».
ومن جهتها، اعتبرت الحكومة الألمانية، « منطق الانتقام » في الشرق الأوسط « ليس المسار السليم » وذلك بعد اغتيال هنية في طهران والضربة التي استهدفت قياديا بارزا في حزب الله في لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر للصحافيين « من الضروري تجنب المزيد من التصعيد واتساع (النزاع) إقليميا » داعيا « كل الأطراف الى الحفاظ على الهدوء وإبداء الحد الاقصى من ضبط النفس ».
يذكر أن حركة حماس ، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وبدوره، أدان الكرملين الأربعاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في هجوم ألقت الحركة مسؤوليته على إسرائيل. وفي موسكو قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين « نعتقد أن مثل هذه الأعمال موجهة ضد مساعي إحلال السلام في المنطقة ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع المتوتر في الأساس ». وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة أنباء ريا نوفوستي الرسمية « هذا اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق، وسيؤدي إلى تصعيد التوتر على نحو أكبر ».
كما أدانت الصين مقتل هنية محذرة من احتمال أن يؤدي ذلك إلى « مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي ». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان « نشعر بقلق بالغ بشأن الحادثة ونعارض الاغتيال وندينه بشدة ». وأضاف « إننا نشعر بقلق عميق من أن يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الإقليمي… دعت الصين دائما إلى حل النزاعات الإقليمية من خلال التفاوض والحوار ». وقال لين « يجب إعلان وقف إطلاق نار شامل ودائم في أقرب وقت ممكن في غزة لتجنب مزيد من التصعيد في النزاع والمواجهة ».
كما أدانت تركيا اغتيال هنية وقالت إن الهجوم يهدف إلى مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان « تبين مرة أخرى أن حكومة نتانياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام ».
واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال إسماعيل هنية في طهران، متوعّداً بجعلها « تندم » على ذلك. كما توعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إسرائيل برد قاس والثأر لهنية.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك « بالعمل الجبان » داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل. وأعلنت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الإضراب العام ودعت إلى تنظيم مسيرات احتجاج.
الدفن في الدوحة
قطر أيضا أدانت عملية الاغتيال وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن اغتيال إسماعيل هنية يمكن أن يعرقل المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة في غزة. يضطلع رئيس الوزراء القطري بدور وساطة في المفاوضات. وتساءل في تغريدة نشرها عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي « كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟ ».
وكانت قطر مقر إقامة لهنية مع أعضاء المكتب السياسي لحماس، وتستضيف الدوحة المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، بعدما أغلقت الحركة مكتبها في دمشق.
وأعلنت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران فجر اليوم الأربعاء، سيوارى الثرى في الدوحة بعد غد الجمعة، عقب تشييع شعبي ورسمي له في العاصمة الإيرانية غدا الخميس. وأضافت أن جثمانه سيُنقل إلى العاصمة القطرية عصر اليوم وسيوارى الثرى في مقبرة لوسيل شمال الدوحة. ولفتت الحركة في بيانها إلى أن مراسم التشييع في الدوحة ستكون « بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية ».