أثار ورود اسم وزير الخارجية الأمريكي الراحل هنري كيسنجر في قضية “التآمر على أمن الدولة” موجة من الجدل والسخرية في تونس.
وكشف المحامي سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية التآمر، عن قيام القضاء التونسي بفتح قضية جديدة تتعلق بالتآمر على أمن الدولة، إلى جانب 66 تهمة أخرى تتعلق بقضايا الإرهاب، وتصل عقوبتها إلى الإعدام.
وأضاف في تصريح إذاعي “تمت إحالة عدد من الشخصيات السياسية في هذا الملف على غرار مهدي بن غربية واحمد نجيب الشابي وأحمد الصديق ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، بالإضافة إلى السياسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر”.
وعلقت عضو هيئة الدفاع، دليلة مصدق، بالقول “السجن أصبح منبعا لشهود الزور والوشاة لفبركة الملفات ضد الأبرياء. يدخل مجرم ويخرج واشٍ! من برنار هنري ليفي إلى كيسنجر. تستمر المهزلة”.
وكتب وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام “المؤامرات تتناسل في تونس الواحدة بعد الأخرى مثل الفطريات القاتلة، وقد وصلت إلى حد كتابة هذه السطور إلى 13، وربما تتلوها مؤامرات أخرى في المستقبل القريب، ولكن يبدو أن أكثرها طرافة وغرابة هي تورط وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر والبالغ من العمر مئة سنة، والذي رحل عن هذا العالم قبل شهرين تقريبا، في مؤامرة كبيرة على تونس صحبة سياسيين آخرين”.
وأضاف في تدوينة على موقع فيسبوك “حتى أشد المدافعين عن قيس سعيد، لم يجدوا ما يبررون به هذا العبث المضحك/ المبكي، غير القول بأنها محاولات لتوريطه من المحيط القريب، ولو صحت هذه المقولة فما كان للمقربين منه أن يورطوه في هذا العبث لو لم يكن منهج الحكم في ذاته قائم على “فلسفة” التآمر والدسائس والغرف المظلمة”.
وكتب الإعلامي زياد الهاني “كيسنجر وهو في القبر، سيتم إبلاغه من قبل مخبري العالم المحجوب ذوي الاطلاع على ما خلف الحُجُب، أنه ستتم ملاحقته قضائيا في تونس بتهمة التآمر مع عدد من الخونة أعداء مسار العلوّ الشاهق لإسقاط النظام. وأن صديقه برنار هنري ليفي المطلوب للعدالة التونسية في قضية تآمر أيضا مع عدد من قادة المعارضة المسجونين، مازال هاربا ويعيش متخفيا خشية إلقاء القبض عليه”.
وأضاف “جثّة كيسنجر من هول الصدمة، ستهتز في قبرها من قوّة نوبة الضحك التي تنتابها، وكثرة الهمّ تضحّك (…) ابتسم فأنت في بلد العجائب تونس”.
ودون أحد النشطاء ساخرا ما قال إنه جزء من خطاب كيسنجر الأخير، جاء فيه “بعدما فشل المتآمر الأصغر (برنار هنري ليفي) وكشفته السلطات التونسية فأحببت مساعيه وسجنت شركاءه، اضطررت أن نقوم من القبر وأتآمر بنفسي على هذا النظام العنيد المغوار الذي جاء ليحرر العالم فيخرجه من الظلمات إلى النور ويعيد رسمه بمقارباته الجديدة!”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إقحام أسماء شخصيات دولية في قضية التآمر، فقبل أشهر انشغلت مواقع التواصل بوثيقة شكك البعض بصحتها، وتتضمن لائحة بأسماء المتهمين بالتآمر على الرئيس قيس سعيد، ومن بينهم الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي، الملقّب بـ”عرّاب الربيع العربي”.