يُخطط المغرب لتوسيع استثماراته في القارة الإفريقية وتنويعها، بإضافة قطاع صناعة الأدوية إلى القطاعات التي تعرف انتشارا مهما في القارة السمراء، مثل الاتصالات، والبنوك والأسمدة، وذلك بافتتاح مصنع ثان لصناعة الأدوية في إحدى دول شرق إفريقيا.
وحسب ما كشفت عنه، لمياء التازي، الرئيسة التنفيذية لشركة الأدوية المغربية "سوطيما" لوكالة الأنباء العالمية "رويترز"، فإن هذه الشركة المغربية تُجري مباحثات من أجل خلق شراكات بهدف افتتاح المصنع الجديد في شرق إفريقيا، وذلك على هامش فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين الجارية بمراكش بين 9 و14 أكتوبر الجاري.
ووفق نفس المتحدثة، فإن المصنع الجديد للأدوية المرتقب إحداثه في شرق إفريقيا في حال توقيع الشراكات مع الأطراف الأخرى وتوفير رأسمال المال، سيُركز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية المرتبطة بالأورام والسكري وغيرها من الأمراض المستعصية.
وفي حال تمكنت "سوطيما" المغربية من تنفيذ مخططها الجديد الساعي للتوسع في شرق إفريقيا، فإن ذلك المصنع سيكون هو الثاني من نوعه في القارة، بعد المصنع الأول الذي تم افتتاحه في السنوات الماضية في دولة السينغال، وهو ما يؤشر على وجود رغبة الشركة المغربية في التوسع داخل القارة في قطاع الأدوية.
وتتزامن هذه المساعي من طرف شركة "سوطيما" مع وجود مخطط مغربي وطني يهدف إلى تعميم التغطية الصحية في البلاد، وهو ما يفرض ضرورة توفير الأدوية في ظل الارتفاع المتوقع عليها بعد التعميم، ما يعني أن الشركة ستُركز جانبا من جهودها داخل البلاد أيضا.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن احتضان مدينة مراكش المغربية للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، هو فرصة هامة للعديد من الفاعلين الاقتصاديين والماليين المغاربة، من أجل بحث شراكات وتوقيع اتفاقيات تزيد من انتشار الاستثمارات المغربية خارج البلاد، واستقطاب استثمارات خارجية إلى المملكة.
وفي هذا السياق، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، أول أمس الثلاثاء بمراكش، خلال ندوة حول موضوع "التعامل مع الصدمات الكبرى: كيفية تعزيز الاستقرار في إطار الحركية؟ "، أن المغرب يدرك أهمية تنويع اقتصاده.
وبالفعل، فإن المغرب، بدأ منذ سنوات مخططات اقتصادية وصناعية هامة بهدف تنويع الاقتصاد الوطني، وقد أضاف قطاعات أخرى لم تكن موجود خلال العقدين الأخيرين، كصناعة السيارات وصناعة الطائرات، قبل التوجه نحو الاستثمارات المغربية في الخارج.