أكدت كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالتجارة، شيانا مينديز، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن المغرب يعد وجهة مفضلة للمستثمرين الإسبان في إفريقيا، ويحتل مكانة مرموقة في استراتيجيات الانتشار الدولي للمقاولات الإسبانية.
وسلطت مينديز، خلال افتتاح ملتقى الأعمال والاستثمار المغربي-الإسباني، الضوء على دينامية العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وكذا الإرادة الراسخة لتعزيز العلاقات الثنائية منذ انعقاد الاجتماع الأخير رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا.
وقالت إنه ينبغي توفير كل الوسائل اللازمة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية لترقى إلى الدينامية الراهنة بين المملكتين، مذكرة بلقاء الأعمال الأخير المنعقد بمدريد مع السيد محسن الجزولي الوزير المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، والذي شكل فرصة لأرباب المقاولات الإسبانية لاكتشاف الفرص الاستثمارية بالمغرب.
وأشارت كاتبة الدولة، التي تشغل كذلك منصب رئيسة مؤسسة "ICEX Trade and Investment"، أن هذا اللقاء الذي يشكل حدثا بالغ الأهمية بالنسبة لمجتمع المقاولات بالمغرب واسبانيا، يندرج في إطار استمرارية هذه المشاورات، مبرزة أن المواضيع التي سيتم التطرق إليها، والمتمثلة في مناخ الأعمال والطاقات المتجددة والبيئة والصناعة والبنيات التحتية، وكذا الماء والنقل، تكتسي أهمية مشتركة لكلا البلدين.
وأضافت أن “المعطيات المتعلقة بالاستثمارات تدعم هذه الإرادة الحازمة لقطع الطريق معا، معتبرة أنه “خلال العقد الأخير سجلنا أرقاما قياسية من حيث حجم المبادلات التجارية، والتي بلغت 20 مليار أورو في سنة 2022″، ;مبرزة أنه علاوة على ذلك تعد إسبانيا ثالث بلد من حيث المخزون الاستثماري بالمغرب.
واعتبرت المسؤولة الإسبانية أنه من خلال لقاء الأعمال والاستثمار المغربي-الإسباني، نعرب عن رغبتنا في تعميق هذه العلاقات التجارية والاستثمارية في إطار استراتيجية الانتشار الدولي للمقاولات الإسبانية، والتي يحظى فيها المغرب بالأولوية.
وفي هذا الصدد، ذكرت مينديز عدة عوامل تبرر مكانة المغرب، على غرار قدرته على الاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية والتي ينبغي تعزيزها، مشيدة بالمبادرات والإصلاحات التي أطلقها المغرب والهادفة إلى الانفتاح التجاري.
كما أبرزت كاتبة الدولة، من جهة أخرى، مكانة المغرب الذي تعتبره المقاولات الإسبانية بوابة الولوج إلى القارة الإفريقية، ونقطة انطلاق لتوسيع نشاطها في بلدان أخرى من القارة، مجددة التأكيد على الجاذبية الاقتصادية للمغرب الذي يعد جزءا من مخططات الانتشار الدولي للمقاولات الإسبانية.
وأكدت مينديز أنه “ينبغي علينا العمل من أجل الاستفادة المتبادلة عبر إزاحة العراقيل وخلق مناخ أعمال مستقر وملائم للاستثمار بين كلا البلدين”، داعية إلى “إعطاء معنى لاقتصادينا” من خلال العمل بشكل مشترك من أجل الازدهار المتبادل والاستفادة المتبادلة والتنمية المشتركة.
وعرف افتتاح هذا الملتقى حضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، وريكاردو دييز هوشليتنر، سفير إسبانيا بالمغرب، وشكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكذا أرباب مقاولات من كلا البلدين.
ويهدف ملتقى الأعمال والاستثمار المغربي-الإسباني، الذي ينظم من 6 إلى 8 يونيو الجاري بالدار البيضاء، إلى النهوض بالاستثمارات بين البلدين.