قالت الشاعرة مالكة العاصيمي، إن تركيز المسؤولين على ساحة جامع الفنا ومحيطها من الفقراء والبسطاء والأميين، كصورة وحيدة لمراكش، "تبخيس للقيمة العظيمة لهذه العاصمة الأمبراطورية العلمية الحضارية المتعددة، ومحو لما نهضت به عبر التاريخ كمركز لدولة عظيمة استقطبت كبار علماء العالم".
جاء ذلك في رسالة وجهتها العاصيمي، إلى كل من والي جهة مراكش أسفي كريم قسي لحلو، ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش فاطمة الزهراء المنصوري.
وأوضحت الشاعرة في رسالتها التي توصل موقع "mtvplus" بنسخة منها، "وأنتم تنهضون بمهمة جليلة لتطوير هذه المدينة في سياقات مختلفة منها برنامج الحاضرة المتجددة، لايمكن أن تكون حضارتنا متجددة إن لم تجدد جامعاتها العظيمة ومراكزها العلمية، وتمنحها الحياة التي تستحقها كصورة لمراكش العلم والثقافة والحضارة والفن والبهجة والاقتصاد وخاصيات أخرى كثيرة".
وأضافت، "مراكش التي تميزت بين مدن العالم تاريخيا كمدينة الكتبية والكتبيين والكتاب والإنتاج العلمي المعرفي الفني الثقافي، التي تميزت بحي كامل أو مدينة تخصصت في الكتاب والكتبيين وصناعة الكتاب والعلم والفن، وبفضاءات واسعة للكتاب، تحولت في الصورة التي تقدم عنها إلى مدينة تسود فيها الأمية والفقر وما يشكل نقيض حقيقتها كمدينة العلوم والأمجاد والرخاء والحضارة".
ولفتت إلى أن "منارة الكتبية ومدرسة ابن يوسف وسيدي منصور وأمثالهم ليسوا معالم معمارية فحسب، ولكنهم معالم علمية معرفية ثقافية حضارية، معالم أمبراطورية بما يحمله التاريخ الأمبراطوري لهذه المدينة وللمغرب من عظمة وأمجاد علمية وحضارية".
في هذا السياق أبرزت الشاعرة العاصيمي، أن "تجديد هذه الحاضرة يمر حتما عبر إحياء تاريخها العلمي بإحياء جامعاتها العتيدة العريقة، وعلى الأقل جامعة ابن يوسف التي صمدت 10 قرون وتعرضت للمحو والنسيان رغم كونها ملكا للإنسانية وليس لمدينة مراكش أو لتاريخ المغرب وحدهما".
وختمت المتحدثة رسالتها بالتأكيد على ضرورة "نشر الكتاب المستعمل والجديد في ساحات المدينة ومفاصلها الحيوية كما كان من قبل، بدءا بساحة جامع الفناء وباقي التوسعات العمرانية، وتنظيم عرضه وتسويقه وإبرازه وقراءته وإقرائه، وعبر إحياء وتنشيط المكتبات ذات التاريخ العريق التي عرفت بها مراكش كالخزانة البلدية وخزانة جامعة ابن يوسف... وجعل مراكش كما كانت عاصمة الكتاب في العالم".