تحت عنوان "يائير لابيد مهندس سقوط نتنياهو"، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن رئيس حزب "هناك مستقبل" الوسطي، الذي سيتناوب على رئاسة الحكومة الإسرائيلية مع نفتالي بينيت، هو المهندس الفعلي لسقوط بنيامين نتانياهو بعد 12 عاماً من الهيمنة على المشهد السياسي الإسرائيلي، وإن يكن سيتولى حالياً حقيبة الخارجية، وهو المنصب الذي طالما حلم به.
عاشق الملاكمة
لفتت الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك أي مؤشر على نجاح لابيد، المراسل التلفزيوني الإسرائيلي السابق وعاشق الملاكمة، عندما دخل المعترك السياسي منذ تسعة أعوام، وفقد سخر خصومه من مظهره ووصفوه بـ"السطحي" و"المتعجرف". لكن اتضح مع مرور الوقت أنهم كانوا مخطئين. والحقيقة أنه مثابر، وتمكن من تحقيق هدفه.
وفي الانتخابات البرلمانية في 2013، حل في المرتبة الثانية بعد حزب الليكود، وشغل منصب وزير المالية في حكومة نتانياهو لبعض الوقت. ثم عاد إلى الضوء في مارس 2020 بعد تحالف مع بيني غانتس، سرعان ما انهار.
ولاحقاً، أصبح زعيم المعارضة، وبات هدفه الرئيسي قلب الطاولة على نتانياهو، لكنه لم يشارك مع الحشود التي كانت تجمع مساء كل يوم سبت للمطالبة برحيل رئيس الوزراء.
رجل توافقي
سوق نفسه رجل توافق. وبات السياسي المفضل لدى الطبقات الوسطى الإسرائيلية والدوائر الميسورة في تل أبيب، حيث نسج شبكاته.
في 23 مارس، فازت تشكيلته الوسطية بـ17 مقعداً في الكنيست، وهي نتيجة مشرفة. وبعد فشل نتانياهو في الحصول على أغلبية في الكنيست، جاء دور يائير لابيد، الذي تمكن، رغم مناخ التشكيك، من حل اللغز.
ولد يائير في 1963 بتل أبيب، وهو ابن الراحل تومي لابيد، الشخصية البارزة بين المثقفين الإسرائيليين، وأحد الناجين من المحرقة.
شارك في تأسيس صحيفة "معاريف" اليومية، وشغل منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء في عهد أرييل شارون، قبل أن يترأس نصب ياد فاشيم التذكاري، لتخليد ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية.
وصفته الصحيفة الفرنسية بعلماني وليبرالي، وقالت إنه عارض النفوذ المتزايد للأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة.
وأراد فرض الخدمة العسكرية الإجبارية على الشباب المتدينين، وإلغاء الإعانات المالية للمؤسسات الديني، وإقرار الزواج المدني.