كشفت صحيفة "الگارديان" البريطانية تفاصيل جديدة عن المعارض المغربي المهدي بن بركة، حيث قاله إنه كان عميلا للاستخبارات التشيكوسلوفاكية، مستندة في ذلك إلى وثائق استخباراتية تشيكية تم رفع السرية عنها.
وثائق استخباراتية
وذكرت صحيفة “الگارديان” أن الزعيم المعارضة المغربي بن بركة تلقى أموالا نقدا وأشياء أخرى عينية، من طرف جهاز الاستخبارات التشكوسلوفاكي معروف اختصارا بـ Stb، مقابل تقديم معلومات ليس فقط عن المغرب فقط، بل عن عدة دول وأنظمة وزعماء من بينهم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
وفي المقال الذي اختارت له الصحيفة البريطانية عنوان "ملفات الحرب الباردة تكشف أن زعيم المعارضة المغربي مهدي بن بركة كان جاسوساً" أشارت "الگارديان" إلى أنه "غالبًا ما يوصف بن بركة بأنه مناضل ضد المصالح الاستعمارية وللعالم الثالث، لكن الوثائق تكشف صورة مختلفة تمامًا"، مضيفة أن "الرجل لعب على أوتار عديدة، وكان يعرف الكثير ويعرف أيضا أن المعلومات كانت ذات قيمة كبيرة في سياق الحرب الباردة".
بداية العمل مع الاستخبارات
ونقلت الجريدة عن الدكتور جان كورا، الأستاذ المساعد في جامعة تشارلز في براغ، الذي كان لديه حق الوصول إلى الملف، حديثه عن بن بركة أنه: "كان انتهازيًا وكان يلعب لعبة خطيرة للغاية".
وبحسب الجريدة فإن علاقة بن بركة مع "STB" بدأت سنة 1960، في باريس الفرنسية عندما غادر المغرب، والتقى بكبير ضباط الجواسيس، وأضافت الجريدة أنه لقب بـ "الشيخ" داخل الجهاز، بحكم تقديمه لمعلومات قيمة ودقيقة بحكم علاقاته مع كبار العالم الثالث والمدافعين عنه وقتها مالكولم إكس، وتشي غيفارا، والشاب نيلسون مانديلا.
ولم تتوقف خدمات بن بركة عند هذا الجهاز، بل أكدت التقارير المذكورة أن بنبركة لعب على جهات متعددة، وكان جاسوسا مزدوجا، اشتغل لصالح جهاز الاستخبارات الأمريكية، والفرنسية، بحكم اتخاذه لباريس مسرحا لكل لقاءاته.
معلومات مقابل الأموال
وعن تلقي الأموال، ذكرت الصحيفة البريطانية أن بن بركة حصل شهر شتنبر 1961، على 1000 فرنك فرنسي من "StB" مقابل تقارير حول المغرب، كما عُرض عليه رحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى غرب إفريقيا لجمع معلومات استخبارية عن الأنشطة الأمريكية في غينيا الإستوائية، وتضيف الجريدة أن التشيكوسلوفاكيون بدأو في الشك في أن بن بركة كانت له علاقات مع لاعبين آخرين في الحرب الباردة أيضا،، حيث سمعوا في فبراير 1962 من عميل في فرنسا أنه قد التقى نقابيًا أمريكيا في حانة في باريس وتلقى شيكا تم إجراؤه بالدولار الأمريكي.
واستمرارا مع العمل بالمقابل، أوضحت الجريدة أن التشيكوسلوفاكيون دعوا بن بركة إلى براغ، حيث وافق على المساعدة في التأثير على السياسة والقادة في إفريقيا مقابل 1500 جنيه إسترليني سنويا، كما تم إرساله إلى العراق للحصول على معلومات حول انقلاب فبراير 1963، والذي حصل على 250 جنيهًا إسترلينيًا، وفي الجزائر، التقى مرارا أحمد بن بلة، الرئيس والصديق، وأبلغهم عن الوضع في الدولة المستقلة حديثا.
وفي سياق متصل، أرسل إلى القاهرة، حيث طُلب منه جمع معلومات من كبار المسؤولين المصريين يمكن أن تساعد السوفييت في المفاوضات خلال زيارة نيكيتا خروتشوف، رئيس الوزراء السوفيتي، ووصلت تقارير بن بركة إلى أجهزة المخابرات السوفيتية، التي اعتبرت المواد المقدمة "ذات قيمة عالية".
كمكافأة على خدماته، تمت دعوته وأطفاله الأربعة لقضاء عطلة في منتجع صحي في تشيكوسلوفاكيا، وفقا لما نقلته الجريدة.
ومن جهة أخرى، ذكرت الگارديان أن السوفيات اشتبهوا في أنه أصبح قريبا جدا من الصينيين، خصومهم على زعامة اليسار العالمي، قال المسؤولون السوفييت لـ”StB” إن بن بركة تلقى 10000 دولار من بكين، وضغطوا لسحب أي دعم أو حماية له.